لين بيران، أستاذة في قسم الدراسات الرومانية في جامعة سارلاند. بعد انعطاف دام سنوات في مجال الصناعة بألمانيا، عادت لين بيران لتستكمل دراستها في ستراسبورغ وأمستردام. وقبل حصولها على الدكتوراه في ستراسبورغ، عملت بمؤسسة بوش ، بعد سقوط جدار برلين، كوسيطة ثقافية في الولايات الألمانية الجديدة وكمساعدة بحث في جامعة فريدريش شيلر في ينا، ثم عملت في جامعة لوكسمبورغ وجامعة سارلاند. كل تلك الوجهات لم تكن صوب الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، لكن اهتمامها بالبحر الأبيض المتوسط نابع من الجانب الخاص من حياتها لاسيما جزء من تاريخ عائلتها المرتبط بالجزائر. بالإضافة إلى ذلك، فقد تبين لها من خلال التزاماتها، الطويلة الأمد، تجاه القضايا البيئية إلى أن هناك ضرورة ملحة لفهم ولطرح تساؤلات حول العلاقات المعقدة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، و ذلك بغية التطلُّع إلى إيجاد طرق أخرى أفضل للعيشالمشترك في المستقبل.
و تعمل لين بيران، في هذا الاتجاه، على مسألة تلوث البحر الأبيض المتوسط الذي يعد رم ًزا لما يمكن أن نسميه ب"عودة المكبوت". هذا الأخير باعتباره أمرا أساسيا لا مفر منه والذي يلاحق مجتمعاتنا المعاصرة مجب ًرا إياها على مواجهته، إن أرادت رفع تحدي قابلية العيش والترابط بين شعوب ضفتي المتوسط.
يحظى هذا التحدي بأهمية خاصة بالنسبة لها، إذ أنه يساءل و يستهدف العواقب المستترة أو المكبوتة لأساليب عيشنا، من حيث التبعات الجيوسياسية والأخلاقية والقانونية في مواجهة التحركات الإقليمية للنفايات على طول مناطق البحر الأبيض المتوسط.